الولادة الطبيعية بدون ألم:

يُعدّ المخاض مصدر قلق للحوامل بسبب توقعهنّ للألم الذي يُصاحب انقباضات الرحم المنتظمة في محاولة دفع الجنين حتى لحظة ولادته

الولادة والأمومة هي أحد أحلام المرأة، والسيدة الحامل

تعد الشهور والأيام بانتظار ذلك القادم الجديد بشوق وفرحة، ولكن لعل الهاجس الأكبر لدى الأمهات –لا سيما الأمهات الجدد- هي آلام الولادة.

والتي أشيع أنها تعادل آلام كسر العظام، ورغم عدم صحة تلك الشائعة ولكن تظل الولادة من أكثر التجارب إيلاماً التي تخوضها المرأة.

ولكن الطب كالعادة يحمل الحلول، وكان حل الطب هنا هو الولادة بدون ألم.

ألم الولادة ربما يكون الأكثر خوفًا من ألم الولادة حداثة التجربة بالنسبة للأمهات الجدد،

فعليك في بداية الأمر أن تهدئي نفسك بعض الشيء فيما يتعلق بالقلق من الولادة، ولا تلتفتي كثيرًا لما ترويه قريباتك وصديقاتك.

لن نخدعك ونقول لكِ إن الولادة غير مؤلمة، لكن درجة الألم والتحمل تختلف من امرأة إلى أخرى،

وكذلك هناك فرق في الصعوبة بين الولادات الأولى والثانية والثالثة وهكذا، لذا لا داعي للتركيز على الأفكار السلبية.

 واحرصي قبل الولادة بمدة كافية على مناقشة طبيبك حول الأمر، واطلبي منه أن يشرح لك الخيارات المختلفة أمامكِ سواء بالولادة الطبيعية أو القيصرية،

وكل ما يتعلق بأدوية تخفيف الألم وخضوعكِ للتخدير الكامل أو النصفي لتكوني ملمة بكل شيء قبل الولادة.

▪️ما هي أسباب آلام الولادة؟

– انفجار الكيس الأمنيوسي amniotic sac

الكيس الأمنيوسي هو ذلك الغشاء المملوء بالسائل الأمنيوسي الذي يحيط بالجنين،

فائدة هذا السائل هي حماية الجنين من أي صدمات قد تتعرض لها الأم فهو بمثابة ماص للصدمات، و حماية الجنين من الإصابة بأي عدوى

كما أنه يساهم في نمو الجنين ، وينفجر هذا الكيس دائمًا قبل ولادة الطفل و يكون لون هذا السائل شفافًا وعديم الرائحة.

– انقباضات الرحم

تقلصات وانقباضات الرحم تعمل على مساعدة طفلك في النهاية على دفع عنق الرحم للخروج و تبدأ هذه التقلصات من الظهر إلى البطن

– تمدد عنق الرحم

يتوسع عنق الرحم عند الولادة لتسهيل خروج الطفل و يقع بين الرحم و المهبل

حيث يعمل أثناء الحمل على حماية الجنين ببقائه مغلق و لكن في نهاية المطاف يبدأ بالتوسع و التمدد لخروج الطفل

▪️الولادة الطبيعية بدون ألم:

هي تخدير الأم قبل الولادة لتقليل الألم، وتحدث بطريقتين:

حقن المسكنات:

يتم حقن المسكنات في وريد الأم، وذلك يقلل نسبة الألم ولكن لا يمنعه.

التخدير النصفي:

وهي الطريقة الأكثر شيوعًا، عن طريق تخدير الجافية، أو ما فوق الجافية في الظهر بحقنة إبيدورال،

ويتم التخدير بعد البدء في مرحلة المخاض وعندما يفتح الحوض قليلًا، وقبل الوصول إلى مرحلة الولادة نفسها،

ويحقن المخدر في نهاية الحبل الشوكي أو في منطقة الجافية نفسها، وبذلك يخدر النصف السفلي للأم، فلا تشعر بألم الولادة الطبيعية.

▪️تسهيل الولادة دون ألم هناك ثلاث طرق أساسية لتسكين الألم في أثناء الولادة، وهي:

التخدير الموضعي:

وفيه يضع الطبيب مادة مخدرة حول منطقة المهبل، لكنها لا تمنع الشعور بالألم تمامًا في أثناء الولادة،

وغالبًا لا يستخدمه الطبيب إلا عند خياطة جرح الولادة.

التخدير الشوكي أو النصفي:

وفيه نوعان إما تخدير منطقة تدعى الجافية في تجويف الحبل الشوكي أو ما فوق الجافية، وهو التخدير الذي تستخدم فيه إبرة الظهر (الأبيدورال).

ويطلب فيه الطبيب من طبيب التخدير بعد بدء المخاض وقبل الوصول لمرحلة الولادة،

تخدير الأم الحامل بوضع المخدر في نهاية الحبل الشوكي والعمود الفقري داخل الجافية نفسها أو في الحبل الشوكي فوقها،

لوقف آلام الظهر والحوض والبطن خلال الولادة، ويمكن استخدامه خلال الولادة الطبيعية أو القيصرية.

التخدير الكلي أو العام:

وفيه يطلب الطبيب من طبيب التخدير تخدير الأم الحامل تمامًا، وهي الطريقة المستخدمة في أغلب العمليات الجراحية الأخرى تقريبًا، وكان الأساس في العمليات القيصرية حتى بدأ استخدام الأبيدورال.

▪️متى يكون التخدير النصفي في الولادة الطبيعية صحيحًا؟

 في الحالتين الثانية والثالثة، ستشعرين بآلام المخاض الأولى ولكنك ستنعمين بالولادة دون الآلام الأكثر حدة لحظة الولادة نفسها، بينما في الحالة الأولى ستشعرين بكامل الألم لأن التخدير الموضعي

سيعمل فقط كمسكن للألم خلال خياطة جرح الولادة، وقد يصف لك الطبيب بعض المسكنات الفموية

أو يطلب من طاقم التمريض حقنك وريديًّا بمسكن جيد بعد الولادة مباشرة حسبما يرى حالتك.

الآثار الجانبية بعد التخدير يفضل بوجه عام عدم تحديد أنواع للتخدير إلا بعد إجراء فحص شامل لحالتكِ الصحية العامة، خاصة من حيث عمل الجهاز الدوري والتنفسي،

فإذا كنتِ مصابة بالربو أو حساسية الصدر، فغالبًا ما يفضل الأطباء التخدير النصفي لأن التخدير العام يؤثر على الرئتين،

▪️وبوجه عام سيراقب الأطباء ثلاثة أمور أساسية هي:

 نبض القلب وضغط الدم لتزويدكِ بما تحتاجينه منعًا لانخفاضهما.

الحكة في المنطقة السفلية، وهي حالة نادرة.

الصداع أو الدوار أو الطنين بعد الولادة بسبب تأثير المخدر على الأعصاب،

ولكن يجب ألا تزيد هذه الأعراض على يوم الولادة نفسه إن كانت ولادتك صباحًا، أو ليلة كاملة

إن كانت ولادتك مساءً، وإن استمر الأمر لأكثر من ذلك يجب استشارة الطبيب.

هناك بعض الطرق الأخرى لتسهيل الولادة دون ألم

وليس منعه مثل الولادة في الماء وغيرها من الطرق المستحدثة،

استشيري طبيبك في الوسائل المتوافرة التي تناسب حالتك الصحية وحالة جنينك، لتنعمي بولادة هادئة بأقل قدر ممكن من الألم.

▪️الآثار الجانبية للولادة بدون ألم:

تحدث الآثار الجانبية للولادة بدون ألم لـ 1% فقط من الحالات اللاتي خضعن للولادة بدون ألم وفقًا لموقع “spine health”، وتتمثل الآثار الجانبية في التالي:

  1. انخفاض شديد في ضغط الدم، أثناء عملية الولادة

2) الشعور بصداع شديد، وآلام في الرأس تستمر حدتها لأيام متتالية

3) التبول اللاإرادي بسبب تخدير الجزء السفلي من الجسم، والذي قد يحتاج الجسم المزيد من الوقت للتخلص من آثاره.

4) مضاعفات نتيجة التخدير بشكل خاطئ والتي يمكن أن تسبب شلل ولكن ذلك العرض نادر الحدوث

5) طنين في الرأس وتشوش في الرؤية، والشعور بالدوار.

6) آلام شديدة في الظهر نتيجة تعاطي الحقنة.

فإذا كانت الولادة تتقدم بشكل طبيعي، والمرأة وطفلها في حالة جيدة، فليس هناك حاجة إلى تدخلات إضافية لتسريع الولادة،

هكذا قال أوليفمي أولادا، المسؤول الطبي بقسم الصحة الإنجابية والبحوث بمنظمة الصحة العالمية

مشيرًا إلى أن هناك عوامل أخرى أكثر أهمية يجب توافرها للأم التي تضع طفلها دون الحاجة لأي تدخلات طبية

والتي تعمل على مرور تجربة الولادة بسلام وذلك عن طريق التالي:

تقديم تدابير بسيطة مثل التواصل الجيد والدعم وتعاطف العاملين في مجال الرعاية الصحية ووجود رفقة بجانب الأم عند الولادة.

 تكون تجربة الولادة التي تمر بها المرأة إيجابية للغاية في النهاية،

وهذه التجربة الإيجابية لها تأثير يستمر مدى الحياة على صحة الأم ورفاهه، فضلا عن الطفل.

كما تؤكد منظمة الصحة العالمية على أن الولادة عملية فسيولوجية طبيعية يمكن إنجازها دون مضاعفات

بالنسبة لغالبية النساء والرضع.

ومع ذلك، تظهر الدراسات أن نسبة كبيرة من النساء الحوامل الأصحاء يخضعن

لتدخل واحد على الأقل خلال المخاض والولادة، وكثيرا ما يتعرضن أيضا لتدخلات روتينية لا داعي لها وضارة،

مثل حقن الجسم بالمواد المخدرة والمسكنة لتسهيل وتسريع عملية الولادة.

كثيرات هن من خضعن لعملية الولادة، لكل واحدة تجربة وحكاية فريدة من نوعها بالنسبة لها،

أما عن المقبلات على تلك الرحلة المثيرة، تحدثِ لطبيبك لتختاري الأنسب لك ولحالتك الصحية،

واجعلي يوم ولادتك مميزًا لأن الذاكرة لن تتخلى عنه، وذلك بعهدة من مررن بنفس التجربة.