انسمام الحمل

هل تتساءلين ما هو انسمام الحمل ؟

وما تأثيره عليك؟

انسمام الحمل هو ارتفاع ضغط الدم وزيادة البروتين في البول بعد الأسبوع الـ 20 من الحمل، فارتفاع ضغط الدم ولو كان بسيطاً يُعتبر تسمم حمل.

وقد يسبب مضاعفات خطيرة للأم والجنين إذا لم يتم علاجه.

فإذا كنتِ تعانين من تسمم الحمل فإن العلاج الوحيد هو الولادة سواء كانت طبيعية أو قيصرية، إذا تم تشخيص تسـمم الحمل في مرحلة مبكرة من الحمل.

ويسبب هذا تحدى كبير للطبيب فطفلك بحاجة لمزيد من الوقت لينمو بشكل طبيعي، ولكن هذا الوقت قد يؤثر سلباً على صحتك وصحة طفلك.

كما هو حالة يحدث فقط أثناء الحمل وفترة ما بعد الولادة، ويؤثر في كل من الأم والجنين، عادة يحدث بعد 20 أسبوعًا من الحمل أو بعد الولادة، وهو أحد مضاعفات الحمل التي تتميز بارتفاع ضغط الدم، وعلامة تدل على ضرر الأعضاء، على الرغم من أن ارتفاع ضغط الدم، وتسمم الحمل يمكن أن يكونا مرتبطين إلا أنهما مختلفان، كما يبدأ عادة بعد 20 أسبوعًا من الحمل في النساء غير المصابات بارتفاع ضغط الدم.

إذ تشكّل الحالات التي تعاني من ارتفاع ضغط الدم نتيجة الحمل ما نسبته 10% من مجموع حالات الحمل عامةً، وإذا رافق ارتفاع ضغط الدم ظهور البروتين في البول في حالة تعرف ببيلة بروتينية .

وقد يرافق حالة ما قبل تسمم الحمل ظهور اضطرابات أخرى على مستوى الكلى، أو الكبد، أو الدم، وإنّ مضاعفات مرحلة ما قبل تسمم الحمل على مستوى الجنين تتمثل باضطرابات في تزويد الجنين بالأكسجين، ونقص السائل الأمنيوسي وتخلّف نموّ الجنين في الرحم. وهناك أيضاً ما يُعرف بمتلازمة هيلب التي تُمثل مرحلة شديدة وخطيرة من مرحلة ما قبل تسمم الحمل.

وتتميز هذه المتلازمة بنقص عدد الصفائح الدموية، والإصابة بفقر الدم الانحلالي.

▪️أعراض انسمام الحمل:

تسمم الحمل قد يظهر تدريجياً أو فجأة، بعد الأسبوع الـ 20 من الحمل تتراوح الأعراض ما بين أعراض بسيطة إلى أعراض شديدة الخطورة:

الأعراض إذا كان ضغط الدم طبيعي قبل الحمل ارتفاع ضغط الدم أكثر من 140/90 مم زئبق في قياسين أو أكثر (على أن يكون الفرق بين القراءتين أكثر من 6 ساعات).

زيادة البروتين في البول.

صداع شديد.

تغيرات في الإبصار : زغللة، حساسية الضوء، و فقدان مؤقت للبصر.

ألم فى أعلى البطن غالباً إلى جهة اليمين.

غثيان وقيء ودوار.

نقص في كمية البول.

زيادة مفاجئة في الوزن ( أكتر من 9 كجم في الأسبوع).

 ورم الأرجل والوجه والأيدي غالباً ما يصاحب تسمم الحمل، ولكنه ليس مميزاً لتسمم الحمل، حيث أن هذا الورم قد يحدث أيضاً في الحمل الطبيعي.

▪️الأسباب وعوامل خطورة انسمام الحمل:

 في الحقيقة لم يستطع العلماء إلى الآن معرفة المُسبّب للإصابة بتسمم الحمل، فكل امرأة تُعاني من تسمم الحمل تمتلك خصائص تُميّزها عن غيرها من النساء، ولعلّ هذا ما صعّب الأمر على العلماء والباحثين لإيجاد العوامل المشتركة التي قد تكون دليلاً إلى المُسبّب.

وحتى ذلك الوقت يجدر التنبيه إلى أنّ هناك مجموعة من العوامل التي تزيد من خطر معاناة المرأة من مرحلة ما قبل تسمم الحمل، وبالتالي تزيد فرصة إصابتها بتسمم الحمل، ويمكن إجمال أهمّها فيما يأتي:

تاريخ الحمل:

تحدث أغلب حالات ما قبل تسمم الحمل في الأحمال الأولى، ومن الجدير بالذكر أنّ تعرّض المرأة لمشاكل صحية في حملٍ سابق يُعرّض المرأة لخطر المعاناة من تسمم الحمل في الأحمال اللاحقة.

عمر الحامل:

وُجد أنّ فرصة الإصابة بتسمم الحمل ترتفع في النساء اللاتي يحملن على أعمار تزيد عن 35 عاماً، وكذلك اللاتي لا يزلن في مرحلة المراهقة.

التاريخ العائليّ:

إنّ وجود تاريخٍ عائليّ للإصابة بتسمم الحمل أو ما قبل تسمم الحمل يُعطي انطباعاً عن احتمالية وجود جينات تزيد خطر المعاناة من هذه الاضطرابات بين نساء العائلة.

السُّمنة:

فقد وُجد أنّ النساء اللاتي يُعانين من السمنة ترتفع لديهنّ فرصة الإصابة بتسمم الحمل.

المشاكل الصحية:

وُجد أنّ النساء اللاتي يُعانين من مرض ارتفاع ضغط الدم لفترة طويلة من الزمن يكُنّ أكثر عُرضةً للمعاناة من تسمم الحمل.

وبالإضافة إلى ذلك هناك عدد من المشاكل الصحية التي تزيد فرصة إصابة المرأة بتسمم الحمل، مثل مرض الذئبة.

▪️النساء الأكثر عرضة لانسمام الحمل:

▪بعض النساء معرضات للإصابة بتسمم الحمل أكثر من غيرهن بسبب وجود عوامل الخطر لديهن وهي:

وجود تاريخ مرضي سابق بتسمم الحمل للأم أو العائلة.  إذا كان هذا الحمل الأول. 

العمر، نسبة الإصابة بتسمم الحمل أكبر إذا كان عمر الأم أقل من 20 سنة أو أكبر من 40. 

السمنة، تزداد احتمالية الإصابة كلما ازداد وزن الأم .  التوأم، تزداد نسبة الإصابة إذا كانت الأم حامل بطفلين أو أكثر. 

طول المدة بين الحمل و الحمل السابق، تزيد من خطر تسمم الحمل. 

ارتفاع ضغط الدم الحملي وسكر الحمل.

▪️أضرار انسمام الحمل على الجنين :

١) نقص الإمداد الدموي للمشيمة حيث يؤثر تسـمم الحمل على الأوعية الدموية التي تحمل الدم للمشيمة، وإذا لم يصل دم كافي للمشيمة فقد يعاني الجنين من نقص الأكسجين والمواد الغذائية، مما قد يُسبب نقص وزن الجنين، تأخر النمو، صعوبات في التنفس والولادة المبكرة.

٢) انفصال المشيمة المبكر تزداد نسبة انفصال المشيمة في حالات تسمم الحمل،  التي قد تسبب نزيف شديد و تُدمر المشيمة، والتي قد تسبب خطورة على حياة الأم والجنين .

3. متلازمة هيلب ( HELLP ) والتي تتكون من تكسير كرات الدم الحمراء، وارتفاع مستوى إنزيمات الكبد، ونقص الصفائح الدموية. وهذه المتلازمة قد تهدد حياة الأم والجنين.

و من أشهر أعراضها الغثيان والقئ والصداع والألم فى أعلى البطن.

4. تشنجات مصاحبة لتسمم الحمل قد يكون انسمام الحمل مصاحباً بتغير في مستوى الوعى، تشنجات، صداع شديد، زغللة، وهذه الحالة قد تسبب أضرار للمخ والكبد والكلى؛ وإذا استمرت دون علاج قد تهدد حياة الأم والجنين.

 5. مشكلات القلب والأوعية الدموية تسمم الحمل يزيد من احتمالية الإصابة بمشكلات القلب والأوعية الدموية مستقبلاً.

الفحوصات الطبية بعد تشخيص انسمام الحمل في حالة تشخيصه، يجب إجراء هذه الفحوصات :

 تحليل دم :

للتأكد من وظائف الكلى والكبد وأن عدد الصفائح الدموية طبيعي.

 تجميع البول وتحليله :

يتم تجميع عينات البول خلال 12 ساعة أو 24 ساعة لقياس مستوى البروتين فيها وذلك لتحديد خطورة تسمم الحمل.

أشعة السونار (موجات فوق صوتية) :

لمتابعة نمو الطفل وحركته.

اختبار البيو فيزيائية :

للتأكد من أن الطفل يصله الأكسجين والغذاء الكافي لنموه، وهو اختبار بسيط يعتمد على ملاحظة رد فعل نبضات قلب الطفل عندما يتحرك هل يزداد بمعدل طبيعي أم لا، وكذلك يقيم التنفس وكمية السائل المحيط بالجنين.

▪️العلاج:

العلاج الوحيد ل انسمام الحمل هو الولادة، أما إذا كان الوقت مبكرًا جدًا في الحمل فقد لا تكون الولادة هي الحل؛ حيث قد يشمل العلاج ما يلي:

أدوية خفض ضغط الدم.

 أدوية الكورتيكوستيرويد.

كبريتات المغنيسيوم.

مضادات الاختلاج (النوبات) إذا كانت حالة تسمم الحمل شديدة.

▪️الوقاية:

من المهم لجميع النساء الحوامل المحافظة على المتابعة خلال الحمل وبعد الولادة؛ لكن في حالات معينة ووجود أكثر من عامل للخطورة يمكن تقليل خطر الإصابة به، وذلك بتناول جرعة منخفضة من الأسبيرين (٧٥- ٠ ٨ مللي غرام) مرة واحدة في اليوم بدءًا من الأسبوع الـ ١٢، بالإضافة إلى السيطرة على بعض العوامل المساهمة في ارتفاع ضغط الدم وذلك عن طريق:

  1. المحافظة على وزن صحي.
  2. التحكم بالأمراض المزمنة عند الإصابة بها.
  3. التقليل من إضافة واستخدام  الملح.
  4. تجنب الأطعمة المقلية والوجبات السريعة.
  5. الحرص على أخذ قسط كافٍ من الراحة.
  6. ممارسة النشاط البدني بانتظام.
  7. رفع القدمين عدة مرات خلال اليوم.
  8. تجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين.

▪️الأسئلة الشائعة حول تسمم الحمل:

هل يمكن الإصابة بانسمام الحمل في الحمل الآخر؟

من المستحسن زيارة الطبيب وإجراء الفحوصات عند الحمل. أما إذا كانت الحالة متقدمة وتمت ولادة الجنين مبكرًا (قبل الأسبوع الـ ٣٤) يمكن تطور مقدمات تسمم الحمل في الحمل القادم، كما هي الحال عند الإصابة بها بسبب السمنة أثناء الحمل حيث قد يؤدي إلى رفع فرصة الإصابة في الحمل القادم.

▪️المفاهيم الخاطئة:

•           تناول زيت السمك أو الثوم يقي من تسمم الحمل.

الحقيقة:

لم تظهر الدراسات أي نتائج واضحة بالنسبة لوقايتها من الإصابة بتسمم الحمل.