▪️ما هو التهاب الكبد الوبائي؟

يشير مرض التهاب الكبد الوبائي (Hepatitis) بشكل عام إلى وجود حالة التهابية في الكبد.

يعد التهاب الكبد الوبائي الذي تسببه فيروسات التهاب الكبد السبب الأكثر شيوعاً للإصابة بالمرض.

أما الأسباب الأخرى فتشمل أمراض المناعة الذاتية او كنتيجة ثانوية للأدوية والسموم والكحول.

يعد الالتهاب الكبدي عدوى خطيرة تصيب الكبد ويسببها فيروس الالتهاب الكبدي بي (HBV).

يمكن أن تصبح عدوى الالتهاب الكبدي بي مزمنة لدى بعض الأشخاص، الأمر الذي يعني أنها تستمر لأكثر
من ستة أشهر.

وتؤدي الإصابة بالالتهاب الكبدي بي المزمن إلى زيادة خطر تطور المرض إلى فشل الكبد أو سرطان الكبد
أو تليف الكبد وهو عبارة عن حالة تسبب ندبات دائمة في الكبد.

يتعافى أغلب البالغين ممن أصيبوا بالالتهاب الكبدي بي تعافيًا تامًا، حتى وإن كانت العلامات والأعراض شديدة.

ويعد الرضع والأطفال أكثر عرضة لخطر الإصابة بعدوى الالتهاب الكبدي بي المزمن (طويل المدى).

ويمكن أن يمنع التطعيم الإصابة بالالتهاب الكبدي بي، ولكن لا يوجد له علاج في حالة الإصابة به.

وفي حالة الإصابة بالعدوى، فقد يمنع اتخاذ احتياطات معينة من انتقال الالتهاب الكبدي بي إلى الآخرين.

▪️ إحصائيات وحقائق عن التهاب الكبد الوبائي:

  • على عكس التهاب الكبد B و C، لا يسبب التهاب الكبد A التهاباً مزمناً في الكبد، ولكن يمكن أن يسبب أعراضاً كالوهن والفشل الكبدي الحاد، والذي غالباً ما يكون مميتاً، وحسب منظمة الصحة العالمية فإن 0.5% من
    الوفيات في العالم بسبب التهاب الكبد الفيروسي.
  • يصيب فيروس التهاب الكبد الوبائي (D) ما يقارب 5% من الأشخاص الذين يعانون من التهاب الكبد B.
  • قدّرت منظمة الصحة العالمية في عام 2015 وجود 257 مليون شخص مصابين بعدوى مزمنة بالتهاب
    الكبد B في العالم.
  • في عام 2015، نتج عن التهاب الكبد B ما يقدر بنحو 887 ألف وفاة، معظمها ناتج عن تليف الكبد وسرطان
    الكبد الأولي.
  • على الصعيد العالمي، يقدّر وجود 71 مليون شخص مصاب بالتهاب الكبد C، وينتشر بكثرة في دول أفريقيا، والشرق الأوسط، ودول أوروبا.

▪️ما هي أنواع التهاب الكبد الوبائي؟

تختلف أنواع التهابات الكبد الوبائية باختلاف نوع الفيروس المسؤول عن الإصابة بالمرض، وهذه الأنواع هي A و B و C و D و E.

بالعادة يكون التهاب الكبد A حاداً وقصير المدى، في حين أن التهابات الكبد B و C و D تصبح مزمنة.
وعادة ما يكون التهاب الكبد E حاداً ولكن يمكن أن يكون خطيراً على النساء الحوامل تحديداً.

1.التهاب الكبد A:

يظهر التهاب الكبد A بسبب عدوى بفيروس التهاب الكبد (HAV)، وينتقل هذا الفيروس بشكل شائع عن
طريق تناول الطعام أو الماء الملوث بالبراز من شخص مصاب بالتهاب الكبد A.

2.التهاب الكبد B:

يصاب الإنسان بهذا النوع من خلال ملامسة سوائل الجسم المعدية، مثل الدم أو الإفرازات المهبلية أو السائل
المنوي، والتي تحتوي على فيروس التهاب الكبد (HBV). يزيد تعاطي المخدرات بالحقن، أو الاتصالي الجنسي
مع مصاب، أو مشاركة شفرات الحلاقة مع شخص مصاب من خطر الإصابة.

3.التهاب الكبد C:

ينتقل فيروس (HCV) للشخص من خلال الاتصال المباشر بسوائل الجسم المصابة، عادة عن طريق تعاطي
المخدرات بالحقن والاتصال الجنسي. ويعد التهاب الكبد (سي) من أكثر أنواع العدوى الفيروسية المنقولة
بالدم شيوعاً في العالم.

4.التهاب الكبد D:

وهو مرض خطير في الكبد ناجم عن فيروس التهاب الكبد (HDV)، وهو فيروس لا يستطيع التكاثر إلا بوجود
فيروس الكبد B، لذا فإن هذا الفيروس قد يكون مرافقا ًلالتهاب الكبد (B).

ينتقل التهاب الكبد D عن طريق نقل الدم أو منتجاته، أو بالاتصال الجنسي.

5.التهاب الكبد E:

التهاب الكبد E هو مرض ينتقل عن طريق الماء الملوّث بفيروس التهاب الكبد (HEV). ينتشر هذا النوع بشكل
رئيسي في المناطق ذات الصرف الصحي السيء، وينتج عادة من تلوث إمدادات المياه بالبراز. هذا المرض
شائع في الشرق الأوسط وآسيا وأمريكا الوسطى وأفريقيا.

▪️ أسباب التهاب الكبد الوبائي:

ينتشر هذا المرض عن طريق الأطعمة والمياه الملوثة وتنتقل الفيروسات إلى الأمعاء الغليظة، وتبقى هنالك
لفترة الحضانة التي قد تستمر من 2 إلى 4 أسابيع قبل أن تبدأ الأعراض بالظهور.

وبالتالي، فإن الأشخاص المقربين للشخص المصاب بالمرض هم عرضة للعدوى، وقد يسبب تفشي المرض في
الأماكن المزدحمة بالأشخاص كالمدرسة أو الحضانة في حال انعدام النظافة.

يمكن للمرض أن ينتشر أيضاً عند تناول الأطعمة البحرية الملوثة بالفيروس أو الخضروات التي تنمو في المياه
الطينية كالسبانخ، خصوصاً فيروس التهاب الكبد الوبائي (ج) والذي ينتقل بهذه الوسيلة.

ولا ينتقل الفيروس عن طريق نقل الدم، حيث يبقى في الدم لفترة قصيرة جداً، وفرصة انتقال الفيروس عبر الدم
نادرة جداً، لهذا السبب لا يتم فحص الدم للكشف عن هذا المرض.

▪️ أعراض الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي:

قد لا تظهر أعراض معينة بوضوح لدى المصاب بالمرض، ولكن قد تظهر عليه أعراض كاليرقان، وألم في الجهة
اليمنى للمعدة، والغثيان، وعسر الهضم، وعدم تقبل بعض أنواع من الطعام والقهوة.

وهذا النوع من المرض يزول من ذاته، بعد مرور فترة حضانة للفيروس في الجسم والتي تتراوح بين 2 إلى 6 أسابيع مسببة تضخم الكبد، يلي ذلك  2إلى 6 أسابيع أخرى تزول فيه أعراض اليرقان (الاصفرار).

ويمكن إجراء فحص للدم للكشف عن نسبة الأجسام المضادة بالدم كخطوة أولى والتي تحتاج لعدة أشهر لتتكون
بالدم ثم يظهر نوع أخر من الأجسام المضادة بالدم، والتي تشير أيضاً إلى الإصابة بالمرض.

تظهر أعراض التهاب الكبد الوبائي في أي وقت خلال الفترة التي تتراوح بين أسبوعين إلى ستة أشهر بعد التعرُّض للعدوى في حال الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي الحاد، بينما تحتاج الأعراض إلى عقود من الزمن حتى تظهر في حال الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي المزمن، وفي الحقيقة هناك العديد من المصابين بالتهاب الكبد الوبائي لا تظهر عليهم أيَّة أعراض ولا يدركون إصابتهم

التَّشخيص

  • اختبارات الدَّم

يشتبه الأطبَّاء بالتهاب الكبد الفيروسي الحاد بناءً على الأَعرَاض.حيث يضغط الطبيب أثناء الفَحص السَّريري على
البطن فوق الكبد الذي يكون مؤلمًا عند جسِّه ومُتضخِّمًا إلى حدٍّ ما عند حَوالى 50% من الأشخاص المصابين
بالتهاب الكبد الفيروسي الحاد.

▪️ يشتبه الأطباء بالتهاب الكبد الخاطف عندما:

  • يُعاني الأشخاص من مرضٍ شديد ويُصابون باليرقان بسرعةٍ كبيرة.
  • تدهور سريع في الوظيفة الذهنيَّة.
  • تُجرى اختبارات دمويَّة لتحديد مدى سرعة حدوث جلطات الدَّم – زمن البروثرومبين أو النسبة المعيارية الدولية (INR) – بشكل غير طبيعي.
  • تبدأ حالة الأشخاص المصابون بمرض كبدي بالتَّفاقم بسرعة.

يبدأ التَّحرِّي عن الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي الحاد عادةً باختبارات الدَّم لتحديد مدى كفاءة عمل الكبد وما إذا كان متضرِّرًا ( اختبارات الكبد).

تنطوي اختبارات وظائف الكبد على قياس مستويات إنزيمات الكبد والمواد الأخرى التي ينتجها الكبد.

يمكن أن تشير هذه الاختبارات إلى وجود التهاب في الكبد وتساعد الأطباء غالبًا على تمييز التهاب الكبد النَّاجم عن
إدمان الكحول عن الالتهاب النَّاجم عن العدوى بالفيروس.

يستدعي تشخيص التهاب الكبد الخاطف قيام الأطباء بإجراء اختبارات الكبد لتحديد مدى سرعة تجلط الدَّم (لأنَّ وجود إصابة بالتهاب الكبد الخاطف يؤدِّي إلى عدم تخثُّر الدَّم بشكل طبيعي).

فإذا اتَّضح أنَّه من المحتمل وجود التهابٍ كبديٍّ فيروسي حاد، تكون فرصة معرفة سبب حدوثه واردة.

وللمساعدة على تحديد السبب، يقوم الأطباء عادةً بما يلي:

  • الاستفسار عن النشاطات التي قد تزيد من خطر الإصابة بالتهاب كبد فيروسي (انظر الجدول فيروسات
    التهاب الكبد).
  • تُجرى الاختبارات الدَّمويَّة لمساعدتهم على تحديد نوع فيروس التهاب الكبد المُسبِّب للعدوى.

ويمكن لفحوصات الدم هذه اكتشاف أجزاءٍ من فيروسات معينة أو أجسام مُضادَّة نوعيَّة يُنتجها الجسم لمُكافحَة الفيروسات.( الأجسام المُضادَّة هي بروتيناتٌ يُنتِجُها الجهازُ المَناعي للمساعدة على الدِّفاع عن الجِّسم ضدَّ هجمات الفيروسات وغيرها من الكائنات الغازية).

ولتحديد ما إذا كانت الحالة ناجمةًً عن سببٍ آخر غير الفيروس، قد يستفسر الطبيب عن الأدوية التي يستعملها الأشخاص والتي قد تُسبِّبَ حدوث التهاب الكبد (مثل إيزونيازيد الذي يستعمل في معالجة داء السل) وكمية
الكحول التي يتناولونها.

يؤدي عدم وضوح التشخيص إلى اللجوء إلى إجراء اختبار لخزعة من الكبد في بعض الأحيان، حيث تستأصل عيِّنةٌ
من نسيج الكبد بواسطة إبرة ويجري فحصها.

▪️ نصائح للوقاية من الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي:

أولاً: ممارسات النظافة الجيدة.

ممارسات النظافة الجيدة هي أحد الوسائل الأساسية لتجنب الإصابة بالتهاب الكبد A و E.

ويمكن الوقاية من التهاب الكبد B و C و D المنقول بالدم الملوث عن طريق:

  • التأكد من نظافة الحقن والإبر.
  • عدم مشاركة شفرات الحلاقة.
  • عدم استخدام فرشاة أسنان شخص آخر.
  • عدم لمس الدم المسكوب.
  • الممارسات الآمنة أثناء الاتصال الجنسي.

ثانياً: أخذ اللقاحات.

استخدام اللقاحات هو مفتاح مهم للوقاية من التهاب الكبد. تتوفر اللقاحات لمنع تطور التهاب الكبد A و B. ويسعى العلماء حالياً لتطوير لقاحات ضد التهاب الكبد C.